( المحاكاة ) الأستاذ زكي الهاشمي

تعتبر المحاكاة أحد الوسائل التي يتبعها التلميذ في مجال الخط العربي لتحسين كتابته ومعرفة بعض أسرار الخط 

وهي نوعان 

محاكاة لتقوية العين 

ومحاكاة لتقوية اليد 

أما الأولى فهي أن يضع التلميذ اللوحة التي يريد أن يحاكيها أمامه ثم يبدأ النقل وتكون عينه في هذا القسم هي الجوهر في الفائدة فكلما نظر جيدا كلما كان النقل جيدا 

وأما النوع الثاني وهو الكتابة عن طريق قالب شفاف او طاولة ضوئية بحيث يسير قلم التلميذ على اللوحة التي يريد أن يحاكيها وهنا اليد هي جوهر الأمر في الفائدة 

وللمحاكاة فوائد ولكن في الفترة الأخيرة فُتِح المجال حتى يكاد لا يرى الناس إلى محاكاة بلا قيود ولا شروط 

وهما سأضع بعض الملاحظات المهمة في مسألة المحاكاة وهي 

1- ليس كل لوحة يتم محاكاها يتم اختيار اللوحات المراجع أي التي اتفق عليها أنها تحمل قيمة فنية بضبط قواعد فن الخط العربي ولكل مستوى  لوحات معينة يتم محاكاتها - مع أني لا أحب المحاماة بدون فهم - فالنبتدئ الذي لا يستطيع مسك القلم جيدا لا يذهب إلى محاكاة التراكيب وهكذا . 

2- المحاكاة وسيلة وليست غاية 

البعض يظل يعيش حياته الفنية على المحاكاة ويكون نسخة ضعيفة من خطاط آخر ولا يقدم لفن الخط شيئا مميزا بل حتى لا يستطيع أن يكتب نصا جديدا وهذا من سلبيات المحاكاة المفرطة لهذا لا أنصح بالمحاكاة التي تكون عن طريق للشق  بعد معرفة قواعد ضبط الحرف بل القسم الأول من المحاكاة وهو النقل بالعين أنفع للفائدة وللفن كونها تقوي نظرة الخطاط ويستطيع الخطاط من خلالها أن يقدم النص بطريقة مختلفة تعبر عن شخصيته .

3- المحاكاة هي الإتيان بالمثل أو بالأفضل أو بالمعارضة وليس نوعا من الكتابة لتمرير الوقت بأن يكتب الإنسان أكبر قدر ممكن من الأعمال ولكن المحاكاة في أصلها هي في المراحل المتقدمة حفاظا على رقي عمل الخطاط القديم